صورة اليوم

صورة اليوم
دكتور الأسنان للأطفال فى الدول المتقدمة

Apr 2, 2013

ولا أي إندهاش


ولا أي إندهاش


تقدم الدول ونهوضها ليس فقط بالعلم واتباع القوانين ولكنه يأتى بإيمان كل مواطن أن له دور سوف يؤديه بكل امانة مهما صغر، يأتى عندما تملك الحكومة حلما وهدفا تسعى وراءه ،
ولا تتوقف عن تنمية هذا الحلم وتذليل العقبات أمامه حتى يتحول الي حقيقة وواقع
والأمثلة كثيرة فهناك دول غنية ولا تملك رؤية فتجدها محلك سر ولا تستفيد باقتصادها واموالها، وهناك دولا لا تملك المال ولكنها تمتلك الحلم والرؤية والإرادة فيتحول الرمل بين يديها الي ذهب
وتنهض بذكاء بين الأمم
المشكلة يا سادة ليست فى الامكانيات وانما تكمن فينا نحن، فلندخل فى صلب الموضوع الان و لسان حالي يتكلم عن مصر التى كتب عليها الشقاء
الامور هنا مختلفة تماما ، ستقولون كيف ؟ دعونى أوضح لكم
اذا كان لدينا ثروات فهى اما مسروقة أو غير مستغلة، كيف بالله عليكم يكون لدي مصر مسطحات مائية بطول الاف الكيلومترات (بحر أحمر وأبيض ونيل وبحيرات شمالية وبحيرة السد العالي) ومازلنا نستورد الأسماك؟!! كيف نخرج اسطول صيد أعالي البحار من الخدمة ويباع خرده ؟ّّ
لقد قام أحد الباحثين بعمل دراسة للاستفادة من الثروة السمكية فى بحيرة السد العالي وادخالها ضمن موارد الدخل القومى
فماذا قال : اذا انشأنا شركة لصيد السمك فى بحيرة السد وقمنا بتفريغ حصيلة الصيد فى قطار تبريد ينطلق من اسوان الي الاسكندرية لتفريغ حمولته فى سفن الشحن وتصديرها الي الخارج
لجنت مصر مئات الملايين من هذا المشروع القومى والذي لن يكلف الكثير
لماذا لا تيسر الدولة على صغار الصيادين من اجراءات وروتين المصالح الحكومية وملذا لا يتم استثناء معدات الصيد من الضرائب ومساعدة الراغبين في الاستثمار فى هذا المجال الحيوي؟
انه ليكاد يخيل إلي ان الدولة تحارب كل من يحاول النهوض بالثروة السمكية وقوم بتعجيزه وسلب همته حتى يفقد حماسته وتفتر عزيمته ويتوقف عن المحاولة.
قام احد معارفي بمحاولة الحصول على ترخيص لإنشاء مزرعة سمكية على قطعة أرض، المهزلة هنا هى كم الاجراءات والتعسف الذي واجهه وحول حياته الي جحيم ،
يذهب لوزرارة الزراعة فيحولونه الي هيئة الثروة السمكية ثم يحولونه الي وزارة الاشغال المائية وعندها يوجهونه الي المحافظ ومن المحافظ الي كعب داير
وبعد أخذ الموافقات يفاجئ بالطامة الكبري …… قالوا له مسموح لك بانشاء المزرعة ولكن لا تستخدم مياه النيل فهى مخصصة للزراعة والشرب وليس للاستزراع السمكى !!!!!
امال هيستخدم ايه ؟ مياه معدنية ؟ّّ!!!! وهنا استحضر كلمة يوسف وهبي الشهيرة "يالهول مأساة الضمير"
يجب أن تستفيد الدولة من مواردها وأن تتعلم كيفية الاستغلال الأمثل لمواردها وتنميتها والحفاظ عليها حتى تتحق الاستفادة القصوي والنتائج ستكون مثمرة لكلا من الدولة والمواطن.
هناك دول تعتمد فى دخلها القومى على مصدر واحد فقط فمثلا جزر الكاريبي تعتمد على السياحة فقط وبنجلاديش وسريلانكا تعتمدان على الزراعة ونجد بعض دول افريقيا تعتمد على التعدين ومناجم الماس،
اما مصر فقد حباها الله بتعدد مصادر الثروة فيها بشكل لا يتوفر فى اي مكان اخر، فهناك الثروات الطبيعية (مناجم الذهب والفحم والفوسفات وخام اليورانيوم المنتشر فى الصحراء الغربية) ونهر النيل الذي أمدها بالنهضة الزراعية  والسياحة بأنواعها المختلفة (علاجية – دينية – ترفيهية – سفاري – بري – محميات طبيعية – شواطئ وغطس والآثار حيث ثلث آثار العالم تتركز فى مصر … الخ) ولدينا قناة السويس والبترول والغاز.
وهناك مورد طبيعى اخر لم تستغله مصر حتى الان رغم انه اذا احسنا استغلاله فسنجنى الملايين وسنتعمق تكنولوجيا وصناعيا عند التعامل معه، هذا المصدر هو الرمال السوداء
"وتحتوى هذه الرمال حسب الدراسة على معادن ذات أهمية اقتصادية كبرى تدخل فى العديد من الصناعات، من أبرزها معدن الألمنيت عالى الجودة الذى يستخدم فى صناعة البويات، ومعدن الزركون الذى يستخدم فى صناعة السيراميك وقوالب المفاعلات النووية، والصواريخ الباليستية، والجارنيت الذى يستخدم فى صناعة فلاتر المياه والصنفرة، والماجنتيت الذى يستخدم فى صناعة الحديد الإسفنجى وتغليف أنابيب البترول، بالإضافة إلى معدن المونازيت المشع، وهو مصدر إنتاج العناصر الأرضية النادرة المستخدمة فى الصناعات عالية التقنية التى تعتمد أغلبها على الإلكترونيات، كما أنه مصدر للحصول على اليورانيوم الذى يصلح كوقود نووى من الممكن الاستفادة منه فى المشروع النووى القادم، أما من حيث الوظيفة فهى تحمى الشواطئ من الغرق."
وأخيرا وليس آخرا يبقى المورد الأهم والدائم لمصر وهو أبناءها وثورتها البشرية العامرة بالكفاءات والعلماء والحماسة والانتماء.
يبقي لما حد يسألك ازاي مصر فيها كل ده ولازلت فى مصاف الدول الفقيرة ولم تدخل بعد فى عصر التطور والتقدم والرقي والنهضة (رغم تحفظي على كلمة" نهضة" لأسباب شخصية) هيبقى ردك عليه …… ولا أي اندهاش

No comments: