صدق أو لا تصدق
! سرقة سور محطة
سور محطة قطار «طوسون» فى أبى قير بالإسكندرية اختفى! صحا الناس فى الصباح فلم يجدوا السور الذى كان موجوداً في المساء!
هذا هو الخبر الذى قرأته الأسبوع الماضي لأدهش ـ طبعاً ـ ثم تتضاعف الدهشة لأن أحداً لم يعلق عليه، وكأن ضياع أشياء بحجم سور المحطة أصبح فى مصر حدثاً معتاداً!
طبعاً تذكرون حادثة سرقة «الونش»، لكن الأمر هذه المرة أسوأ، فـ«الونش» على الأقل يتحرك، ويمكن للص أن يقوده ويسير به، «الونش» يندرج تحت بند «المنقولات» أما سور المحطة فهو «عقار» ثابث فى الأرض شأنه شأن المباني، وضياعه يعني أننا يمكن أن نسمع قريباً عن صاحب عمارة حرر محضراً بفقدان عمارته، أو ناظر مدرسة متهم بتبديد مدرسته بتلاميذها!
السور طوله 150 متراً وارتفاعه 3 أمتار ووزنه 15 طناً، ولنبدأ بدراسة الاحتمالات المختلفة وراء ضياعه:• نستبعد أنه تبخر، لأن الحديد لا يتبخر فى درجة الحرارة العادية، ثم إننا فى نهاية الخريف، والجو بارد!• نستبعد أن كائنات فضائية هبطت لتحمله معها، لأن «مصلحة رصد الأطباق الفضائية» لم تسجل ورود أى طبق، كما أن السور ـ نظراً لحجمه ووزنه ـ يحتاج إلى «حلة» فضائية لا مجرد طبق عادى!
• نستبعد أن المخلوقات الفضائية لم تهبط للاستيلاء على السور، بل جلست حيث هى ـ على كوكبها البعيد يعنى ـ وجذبته بمغناطيس عملاق، ذلك أن أحداً لم يبلغ عن مشاهدة «سور طائر» كما أن المغناطيس سيجذب كل ما هو حديدى كالسيارات والقطارات وأعمدة الإنارة ومسامير أحذية العساكر الذين يحرسون المحطة والسور، أخيراً تذكرت أن هناك عساكر يحرسون السور!
.. ومادام هناك «عساكر» فلنبدأ فى طرح احتمال وجود «لصوص»، ذلك أن العساكر لم يوجدوا لغير سبب، والحراسة ـ كما نعلم ـ هى عملهم الأساسى. لنطرح احتمال أن السور «سُرق» ولم يضع، وهو احتمال استبعدنا مجرد ذكره أو التفكير فيه منذ البداية احتراماً للنظام فى مصر، النظام الذى يمكنه أن يسمع «دبة النملة» ويعرف «القرد مخبى ابنه فين»، لكننا ـ والله ـ مضطرون إلى طرح احتمال السرقة، وفى هذا الصدد نستبعد أن السور تمت سرقته بالقطاعى، بمعنى أن هناك من استولى على قطعة منه كل يوم، فسرقة متكررة على هذا النحو كانت ستلفت الأنظار أكثر، ثم إن أحداً لم يلاحظ أن السور يتآكل قبل أن يختفى تماماً.
إذاً فالسور تعرض للسرقة مرة واحدة، سور طوله 150 متراً ووزنه 15 طناً يحتاج تقطيعه إلى معدات كهربائية تحدث ضجة شديدة، ويستلزم حمله وجود أكثر من سيارة نقل، مع عدد كبير من العمال للتقطيع والتحميل والنقل، هذا السور سرق مرة واحدة، فكيف فعلها اللصوص؟ وهب أنهم اختاروا عمق الليل وقتاً لجريمتهم، حيث تنعدم الحركة ويهجع الناس، فأين كان الحراس؟
هل ضللهم اللصوص بلافتة زائفة رفعوها باسم إحدى شركات المقاولات، وادعوا أنهم عمال؟ وما الذى كتبوه على اللافتة؟ هل كتبوا «شركة كذا للمقاولات.. عملية تقطيع وتحميل وسرقة سور محطة طوسون»؟من البداية استبعدت احتمال السرقة احتراماً للنظام، وهو موقف أجدنى مضطراً للتخلى عنه ـ عن الاستبعاد لا عن الاحترام ـ مع التساؤل عن قدرة النظام على حماية عقارات مصر ومنقولاتها بينما قوات الأمن مشغولة فى ملاحقة المتظاهرين، وهم بالمئات.. وأحياناً بالآلاف، وحراسة زنازين المعتقلين، وهم بعشرات الآلاف!
ثم هل سرقة السور هى النهاية، أم أنها مجرد بداية متواضعة لاقتلاع مزيد من الأسوار والجدران والمبانى؟ وهل نستدعى صيحة «بهجت الأباصيرى» التى قال فيها «كل واحد يخلى باله من لغاليغه»، ونقدر انشغال النظام فى التنصت على «دبة النملة» فى الاجتماعات العامة والخاصة والهواتف، أم نفترض أن نظامنا السعيد تخلص من السور عامداً حتى لا يتاح للقرد أن يخبئ ابنه وراءه؟
عن جريدة المصريون
والله منا عارف أقول ايه ..؟! أضحك ولا أعيط ولا أعمل ايه على الحال اللى وصلته مصر.... أنا خايف نقوم الصبح مانلقاش الهرم فى مكانه.




No comments:
Post a Comment